شارك الآن

بعد الاعتداءات المتتالية على الصحفيين ومندوبي الإذاعات المرئية والمسموعة، وابتداءاً من 24 أذار، مروراً باعتصام السلفية الجهادية في الزرقاء حتى الكرامة، بدا أنه من الصعب على الحكومة التهاون بقضية الاعتداء على الصحفيين، وفكرت مشكورةً بطريقة تَميزُ بها الخبيث من الطيب، والإصلاحي من البلطجي، والمخبر عمن سواه.

فاقترح أحد "العقلاء" أن يرتدي الصحفي سترة "أورنج" لكي يصبح من السهل على المخبر والبلطجي ورجال الأمن والدرك تميزه، ويعمم القرار التالي "حيد عن أبو الأورنج … واضرب".

وبالفعل وبعد أن أخذ كلُ طرفٍ في المعادلة موقعه، الإصلاحي "المخرب" رفع الشعارات التي تنادي "بالتخريب" على أصحاب رؤوس الأموال و"الحرمية" ، والبلطجي بدء "بالتعيش"، والمخبر تمركز بين الصفوف، والأمن رسم الخط الفاصل بين البلطجية "والإصلاحيين"، ليقوم الصحفي بدوره ويتوزع بين الأطراف جميعها وبمسافة متساوية من الجميع من باب مصداقية الخبر، والحيادية التي فهمها الأمن بشكل خاطئ لتحدث الكارثة.

لم يكن ببال مصدر قرار "حيد عن أبو الأورنج واضرب" أن الصفوف الأمامية لمعركة اسقاط الاصلاح، اختلفت على تعريف الحيادية أو "حيد"، وانقسمت أن المقصود هو استهداف حيدة الرأس لمن يرتدي "الأورنج"، وبين استهداف من لا يرتدي الأورنج.

لهذا كانت الكارثة وضرب الطرفين ، "الي لابس والي مش لابس".

لذلك أطالب الجميع باستيعاب مفهوم اختلاف الثقافات ولعنة اللغة وتقلباتها، والحكومة لم تقصد سوى ضرب الإصلاحيين من باب منعهم من الخروج مرة أخرى للتسهيل على الإخوة الصحفيين خصوصاً مع درجات الحرارة المرتفعة هذه الأيام.

ودمتم .. ودام ربيع الثورات العربية، "الي مش راضي يطل علينا".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
CAPTCHA