لعبة “الجاجة والديك” لعبة يمارسها الشباب في الخليج العربي المتحضر بحيث أن سيارتان تقفان أمام بعضهما البعض، تنطلق السيارتان نحو بعضهما بخط مستقيم والسائق الذي يغير مساره خوفاً من الاصطدام يكون “الجاجة”، والآخر يكون “الديك”.

بعد الاعتداءات المتتالية على الصحفيين ومندوبي الإذاعات المرئية والمسموعة، وابتداءاً من 24 أذار، مروراً باعتصام السلفية الجهادية في الزرقاء حتى الكرامة، بدا أنه من الصعب على الحكومة التهاون بقضية الاعتداء على الصحفيين، وفكرت مشكورةً بطريقة تَميزُ بها الخبيث من الطيب، والإصلاحي من البلطجي، والمخبر عمن سواه.

إحدى صور الطفولة التي لن تغيب عن جدران الذاكرة هي علبة "راس العبد"، تلك العلبة البيضاء التي يطغى على غلافها صورة الشب "السيكا" وطربوشه الأحمر. فأهمية راس العبد لا تكمن بالحبة التي كنت استمتع بتناولها ، لتمتد معلنتاً بأنها عنوان مرحلة هي الطفولة، الطفولة بأحلامها وشقاوتها، وتأملاتها، وعيونِ طفلٍ عنيد يريد استكشاف المزيد.

عندما تصبح فتيا وأكثر نضجاً، تصبح مضطراً لتغيب عقلك وتعريف المفاهيم كما تريدها حكومتك الأبية! من باب التعاطي مع المواقع لا الاستسلام له! والمسافة الشاسعة بين المفهوم والتطبيق يجعلك معلقاً بين مفهوم لا اختلاف على طريقة تطبيقه ومفهوم مطبق لمصالح فئة ضيقة.

في طريق العودة إلى المنزل اضطر للانتظار ساعات تحت المطر عفواً تحت أشعة الشمس الحارقة بشوارع عمان ، حتى أنني أصبحت على قناعة بأن الجيل الذي يتبع جيل غادة السمان وسعاد الصباح سيكون صيفي الرومانسية، مكتظ المشاعر، بينه وبين أحبته جسور من المحبة ، سريع التضحية كالباص السريع.

لطالما شعر أبو العز بالحيرة أمام كل تلك القرارات التي تتخذها حكومته الموقرة ، ولأنه لم يكن على إطلاع بالسياسة، كان يلجأ دائماً لأصدقائه للسؤال عن السبب ؟؟ ليكون الجواب واحداً : "فلسفة الحكومة .. يا حمار".

أصابت أبو العز حالة من رفض الواقع، وعزم على تعلم الفلسفة علها تمكنه من فهم "أسباب" تصرفات الحكومة .

لأنني وفي الفترة الأخيرة  قررت أن أخلق مبررات لكل من حولي، وتحميل جميع أسباب الفشل لي "أنا وحدي"، بحيث أبعد أسباب الخيبة عن أي عوامل خارجية، علها على الأقل تستطيع إخراجي من دائرة أنني مظلوم، لدائرة أنني "مقصر".

ومن أهم هؤلاء الأشخاص الذين اعتقد بأنني أكرههم بشدة، وأتعارض معهم بشدة، رئيس الدولة الفلسطينية بوصاية صهيوامريكية "الرئيس محمود عباس".

التعبير عن الرأي ومدى مصداقيته يرتبطُ بدرجة الرقابة المفروضة، ولأنني أُؤمنُ بأن مفهوم الرقابة تآكلت حروفه ليصبح قمعاً يمنع الأفراد بكافة شرائحهم من التعبير عن قناعاتهم، بجيدها وسيئها.

بحثت طويلاً عن مكانٍ أستطيع فيه قراءة تلك القناعات الدفينة، بحثت عن مرآة ٍ غاية في النعومة، مرآة مستوية لدرجة أنها تستطيع أن تعكس جميع الأفكار الساقطة عليها.