شارك الآن

لطالما شعر أبو العز بالحيرة أمام كل تلك القرارات التي تتخذها حكومته الموقرة ، ولأنه لم يكن على إطلاع بالسياسة، كان يلجأ دائماً لأصدقائه للسؤال عن السبب ؟؟ ليكون الجواب واحداً : "فلسفة الحكومة .. يا حمار".

أصابت أبو العز حالة من رفض الواقع، وعزم على تعلم الفلسفة علها تمكنه من فهم "أسباب" تصرفات الحكومة .

بدأ أبو العز بتعلم الفلسفة، أبحر في كتب أرسطو وأفلاطون، وتعمق في فهم أسباب الوجود والهدف من الحياة، وأصبح أبو العز قادراً على التمييز بين الغاية والهدف؟ وبين السبب والدافع؟

أبو العز … يا أبو العز .. ياااااااا أبو العز .

لم يكن الطريق سهلاً أمام أبو العز، فكل تلك الكتب الدفينة التي قراءها علمته أن يحب الحكمة بما أنها التعريف الثابت لعلم الفلسفة.

وبعد كل تلك المعرفة التي اكتسبها أبو العز، حانت اللحظة، وجاء الوقت كي يفتح التلفاز ويستمع إلى الأخبار .

لم يصدم أبو العز بقرار الحكومة بأن الخطأ في نتائج التوجيهي صادر عن "خطأ بشري"، ولن يتم محاسبة أحد عليه، ولم يكترث كثيراً بقرار الخارجية استدعاء السفير الصهيوني وإعطاءه مذكرة شديدة اللهجة "يا قوي"، ولكن ما لم يستطع أبو العز استيعابه، هو أنه وبالرغم من كل تلك الرفعات ” للمواطن لم تستطع الحكومة إلا إعفاء الضرائب عن طعام "البسس".

وأما احتياجات الإنسان من طعام، فهي في مرمى الرفع.

أبو العز فكر كثيراً وأبو العز، الشاب الفتي، "ضربت فيوزاته"، لأن الصدمة التي تعرض لها كانت كفيلة بذلك. 

"الله لا يردك يا أبو العز"،  فأنت من رفضت نصيحة صديقك أبو ورد عندما قال لك ذات يوم "الجهل نعمة .. لن تعرف معناها، إلا إذا فقدتها".

استمر أبو العز في بحثه في علم الفلسفة، واستطاع بعد فترة تأليف كتاب "أسألوني قبل ما تفقدوني"، وانتشرت عباراته الشهيرة على صفحات الإنترنت، "أنا أقفز..  أنا أنط … إذاً أنا جندب"، وعباراته التي حيرت الفلاسفة، "أنا أشك .. إذاً أنا إبرة".

وسلامتك من المعرفة … يا أبو العز!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
CAPTCHA