شارك الآن

إحدى صور الطفولة التي لن تغيب عن جدران الذاكرة هي علبة "راس العبد"، تلك العلبة البيضاء التي يطغى على غلافها صورة الشب "السيكا" وطربوشه الأحمر.

فأهمية راس العبد لا تكمن بالحبة التي كنت استمتع بتناولها ، لتمتد معلنتاً بأنها عنوان مرحلة هي الطفولة، الطفولة بأحلامها وشقاوتها، وتأملاتها، وعيونِ طفلٍ عنيد يريد استكشاف المزيد.

فلا أُنكر الدور البارز لــ "راس العبد" في طفولتي حيث أنه كان العنصر الأساسي في هرم الوجبة الغذائية المدرسية معززاً "بسندويشة الزعتر" .. وعلبة عصير "زااااكي".

ومع أنني "أكلت كف من الحجة" بسبب "راس العبد"، إلا أن صورته البهية لا تفارق خيالي. فبعد دخول الشتاء، ومنعي من أكل "البوزة" كوني سريع المرض، بحثت عن البديل، ليكون "راس العبد" خياري الوحيد، وبما أن شروط الأكل  أن "تمرمغ خدودك بالبياض"، فقد شكت "الحجة" أنني تمردت على قراراتها كعادتي وأكلت البوزة ،"وعينك ما تشوف إلا  النور".

سذاجة طفولة ، وأحلام وردية، اضحك بدفئ عن تذكرها، بكل ما فيها من صور:  "راس العبد"، و"البسكليت"، و"القلول"، و"كرة الاميغو".

والصدفة الجميلة اليوم ، أن أجد "راس العبد" في البقالة المجاورة للمنزل، بالفعل استمتعت واستعدت أيام جميلة بشرائها.

لكن الغريب والغير منطقي ، أن يصبح سعر "راس العبد"،  "١٥ كرش"، بحيث أن "شلن" أيام الطفولة كان كفيل بأن تشتري راس العبد، "وراس .. راس"،  يعني الحبة "مربربة ، أما راس العبد اليوم "هزيل"، و"غالي".

وبما أن الشعوب العربية انتفضت، لما يسمى التغيير، فأنا أطالب رئيس الوزراء الجديد !! معروف البخيت بالتالي:

دولة رئيس الوزراء معروف البخيت اتوجه لدولتك أولاً بأحر مشاعر التهنئة والتبريك باستلامك المنصب القديم، وأود تنبيهك لنقطة مهمة للغاية، وهي مخاطر وتداعيات رفع سعر حبة "راس العبد" ؟.



فــ "لراس العبد" الدور الأبرز في بناء شخصيتي، فأنا عنيد كعبد .. ومتحدي باحمرار طربوش "العبد".



لذلك نتوجه إلى دولتكم راجين منكم دعم حبة "راس العبد"، وارجو التنويه إلى أن الكميات الكبيرة التي تستهلك من "راس العبد" في الحواري والمخيمات هي لا تذكر بالنسبة للبنزين الذي يصرف تحت أقدام دولتك وأقدام وزارئِك في السيارات التي لا تقبلون إلا أن تكون "مطوراتها" ٣٠٠٠ سي سي، أي أن دعم حبة راس العبد، هو عادل ويتوافق مع دعم المشتقات النفطية التي تستهلك يومياً تحت أقدامكم .



وأخيراً ، أبارك لشعبنا الوفي تولي دولتكم، وقضية الكازينو وتزوير انتخابات ٢٠٠٧ هي بالتأكيد غلطة ! ستتكرر.

ودمتم ودام الوطن الأبي، ومعاً نحو دعم "راس العبد".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
CAPTCHA