ضبابية الأحداث في الفترة الأخيرة والأسلوب الحكومي المُتبع لامتصاص صدى الهبات الشعبية المجاورة يُؤججُ ويُؤزمُ الموقف أكثر فأكثر، والمحاولات الحكومية المستمرة برسم صورة العذراء، التي خَدشَ حياءها أفعال فئات شعبية متطرفة وخارجة عن صف الفساد الوطني، صورة مهشمة في خيال أي مواطن، كون المواطن هو المتضرر الأول من نتاج عمل الحكومة.
فما شهدته مدينة الزرقاء، معقل الحركات الإسلامية المتشددة في تطبيق الفكرة، هو أمرٌ نأسف له جميعاً.
وأعيد القول بأن الإفرازات المتطرفة والتشدد هو نتاج فقد الثقة المطلق بمصداقية الحكومات، وردة الفعل نحو دعارة الموقف الرسمي العربي نحو القضايا العربية الإسلامية.
إذاً، وليس دفاعاً عن أحد، فحمل الخناجر والتلويح بها في الزرقاء، ليس وسيلة للتعبير عن رأي بالمطلق، وقتل متضامن إيطالي بغزة ، ليست سمة إسلامية ولا إنسانية بكافة المقاييس.
لكن التمحور خلف تخوين وإنكار أبناء جلدتنا هو ليس الحل الأمثل، والفكرة التي لا بد أن نصطف خلفها، هي أهمية رسم صورة لمجتمع إسلامي حقيقي ، فهل ستظهر مثل هذه الصورة والسلوكيات؟
المتشدد صاحب تجربة شخصية قادته قدراته إلى الاصطفاف في غربة مجتمعية، وتكفير الجميع، وربطة علاقته مع من نؤمن به، المتطرف ليس مخلوقاً فضائياً، المتطرف هو حصاد الواسطة والمحسوبية، والفقر، والحاجة، وخصخصة التعليم، والغلاء المعيشي، وعدم القدرة على العلاج، وهو بالأحرى صاحب تجربة مع إحدى تلك النتائج، وبفساد الحكومات والسلوك الحيواني للمواطن، تعززت فكرة المشروعية على محاسبة الجميع التي قد تصل إلى قتل الآخر أحياناً.
للأسف فُقِدتْ الثقة، والاعتقال والضرب لحاملي الفكر السلفي، لن يعالج المشكلة، والحل واحد، مجتمع تتساوي فيه فئات الشعب بكافة منابتها، وحكومات تحترم كياناتنا، وتقف شامخةً في كل المحافل.
في النهاية أتوجه للحكومة بنصيحة، فهناك “مليون” طريقة لتشويه صورة المتظاهر الأردني، ولا داعي لاستخدام ورقة "السلفيين الجهاديين" لاكتساب التعاطف الدولي.
دمتم ودام الأردن وطناً بحجم أحلامنا.
إضافة تعليق جديد