معالي وزير الخارجية الأردني الموقر ناصر جودة،

أنا المواطن محمد الذي بحكم أعراف الدول الدستورية اعتبر من الأشخاص الذين تمثلهم في المحافل الدولية.
أود تنويهك وبصيغة شديدة اللهجة بأن عبد الله البرغوثي في حالة صحيحة خطيرة للغاية.

في ثنايا القصة أب ملهوف على فوز ابنه "يوسف" ، يقوده اهتمامه الزائد بأن يلتف حول "حلبة" المباراة كإسكندر المقدوني يثبت ويشجع ولده قائلاً "اذرب يا يوسف .. ارفع راس أبوك يا يوسف "، كنت انظر إلى يوسف بغيرة لا أنكرها لأن والده رافقه في إحدى معاركه وكنت أتمنى أن يتذكر والدي " أنا هسا باي صف".

ضبابية الأحداث في الفترة الأخيرة والأسلوب الحكومي المُتبع لامتصاص صدى الهبات الشعبية المجاورة يُؤججُ ويُؤزمُ الموقف أكثر فأكثر، والمحاولات الحكومية المستمرة برسم صورة العذراء، التي خَدشَ حياءها أفعال فئات شعبية متطرفة وخارجة عن صف الفساد الوطني، صورة مهشمة في خيال أي مواطن، كون المواطن هو المتضرر الأول من نتاج عمل الحكومة.

عندما تصبح فتيا وأكثر نضجاً، تصبح مضطراً لتغيب عقلك وتعريف المفاهيم كما تريدها حكومتك الأبية! من باب التعاطي مع المواقع لا الاستسلام له! والمسافة الشاسعة بين المفهوم والتطبيق يجعلك معلقاً بين مفهوم لا اختلاف على طريقة تطبيقه ومفهوم مطبق لمصالح فئة ضيقة.

في طريق العودة إلى المنزل اضطر للانتظار ساعات تحت المطر عفواً تحت أشعة الشمس الحارقة بشوارع عمان ، حتى أنني أصبحت على قناعة بأن الجيل الذي يتبع جيل غادة السمان وسعاد الصباح سيكون صيفي الرومانسية، مكتظ المشاعر، بينه وبين أحبته جسور من المحبة ، سريع التضحية كالباص السريع.