فرض واقع الثورات العربية المتتالية مفاهيم جديدة على ثقافة الشارع وساهم بكسر حاجز الخوف لدى الكثيرين، بعد أعوام من الصمت وعدم القدرة على انتقاد "فراش" في وزارة لأنه تابع بهرم الفساد الإداري إلى الوزير!.

بعد الاعتداءات المتتالية على الصحفيين ومندوبي الإذاعات المرئية والمسموعة، وابتداءاً من 24 أذار، مروراً باعتصام السلفية الجهادية في الزرقاء حتى الكرامة، بدا أنه من الصعب على الحكومة التهاون بقضية الاعتداء على الصحفيين، وفكرت مشكورةً بطريقة تَميزُ بها الخبيث من الطيب، والإصلاحي من البلطجي، والمخبر عمن سواه.

ضبابية الأحداث في الفترة الأخيرة والأسلوب الحكومي المُتبع لامتصاص صدى الهبات الشعبية المجاورة يُؤججُ ويُؤزمُ الموقف أكثر فأكثر، والمحاولات الحكومية المستمرة برسم صورة العذراء، التي خَدشَ حياءها أفعال فئات شعبية متطرفة وخارجة عن صف الفساد الوطني، صورة مهشمة في خيال أي مواطن، كون المواطن هو المتضرر الأول من نتاج عمل الحكومة.