شارك الآن

قد لا يخفى على أحد أن الحرب الأمريكية على الإرهاب اشتدت في الفترة الأخيرة، زيادة للقوات الدولية في أفغانستان، ودعم من قبل الاستخبارات العسكرية الامريكية للقوات اليمنية "بالمعلومات بس و ع بال مين يلي بترقص بالعتمة"، كلها تؤشر نحو حرب أمريكية اشتدت على الإرهاب.

لكن الأمر المهم هو التعاون العربي مع الرئاسة الأمريكية في الحرب على ما يسمونه الإرهاب، والأهم رأي الشارع العربي بالإرهاب؟

الإرهاب الذي قد اتفق مع الجميع بأنني ضده ، هو قتل المدنين والأطفال والعجزة بلا دافع ولا سبب سوى إثارة النعرات والفوضى في البلاد . 

لكن أنا مع نزار قباني عندما قال :

أنا مع الإرهاب ..

إذا كان يستطيع ان يحرر الشعب .. من الطغاة والطغيان .. وينقذ الانسان من وحشية الإنسان…

أنا مع الإرهاب ..

إن كان يستطيع أن ينقذني .. من قيصر اليهود .. أو من قيصر الرومان ..

أنا مع الإرهاب ..

ما دام هذا العالم الجديد .. مقتسماً ما بين أميركا .. واسرائيل .. بالمناصفة!

أنا مع الإرهاب ..

بكل ما أملك من شعر ومن نثر ومن أنياب 

الفكرة التي يغيبها حكامنا بأن التنافس نحو الخضوع للإدارة الأمريكية هو السبب الأول لاتجاه الشارع العربي نحو أمل جديد يحقق طموحاته، وأن خضوع المؤسسات الدينية سواء الأزهر أو مكة وتنافسها لإرضاء الرسول الجديد أوباما - رضي العرب عنه - هو دافع حقيقي لتوجه الشباب نحو الأفكار الدينية المتطرفة.

فكيف يفسر المسلم البسيط الذي اعتقد بأن الأزهر مرجعيته، موافقة الطنطاوي على بناء الجدار العازل بين مصر وغزة، وكيف يفسر الحاج في يوم عرفة ما قاله سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الذي دعا إلى محاربة الإرهاب ولم يتطرق إلى محاربة الكيان الصهيوني أو أمريكا متناسياً دماء ١٤٠٠ شخص قتلوا بايدي الكيان الصهيوني في غزة.

إذاً الثقافة العربية السائدة التي لا تختلف عليها عنزتان بأن أمريكا هي عدونا، وأن الكيان الصهيوني هو عدونا أيضاً. فعندما يرى المواطن العربي تخاذل المؤسسات الدينية بالدفاع عن أهل غزة والعراق ، يتولد لديه الشعور بالشك في مصداقية هذه المؤسسات. فيتوجه نحو البديل الذي يحارب أمريكا والكيان الصهيوني، فلا يجد سوى التطرف ليستقبله فاتحاً ذراعيه.

ولأننا جميعاً ضد قتل المدنيين الأبرياء ولأننا ضد الإرهاب الذي اتفقنا على تعرفيه سابقاً، فإن الإدارة العربية مطالبة بالتالي:

  • لن تستطيعوا محاربة الإرهاب ما دام التواطئ العربي مستمراً مع الإدارة الأمريكية.

  • ستزداد ظواهر التطرف داخل مجتمعاتكم، إذا استمر النهج السائد بأن فلسطين طريقها طاولة المفاوضات.

  • لا بد للحكومات العربية إعادة توحيد مصالحها للتتوحد كلمتها "بس على قولة ستي لما يطلع الجحش على المئذنة".

وأخيراً وبصدق التطرف هي فكرة وليست تنظيم، والفكرة تحارب بفكرة، ولا سبيل لمحاربة التطرف سوى بحكومات قوية على أمريكا وليست قوية على شعبها.

ودمتم ودام الإرهاب، كونه يؤرق أمريكا.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
CAPTCHA