شَهِدَتْ المواقع الإخبارية البارحة نشاطاً ملحوظاً بعد تعرُّض المنتخب الجزائري لكرة القدم لزخات من الحجارة من قبل الجماهير المصرية ” استقبال حار بطريقة مصرية تبرهن الروح الرياضية العالية ” ، فخطر ببالي مقولة لــ أوسكار ليفي : ” نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه ، ومحركي الفتن فيه وجلاديه ” ، فمن نزاعات وخلافات رسمية عربية امتدت لتصبح شعبية : كسوريا ولبنان ، الأردن وفلسطين ، العراق والكويت ، و أخيراً مصر والجزائر والدافع للخلاف رياضة يسمونها كرة القدم ، وكما استخدمت بريطانيا منصب رئيس المجلس القروي لاحتلال الدول العربية ونهب خيراتها تحت غطاء الانتداب ، أصبح كأس العالم غطاءاً جديداً لخلق الفتن ، فكرة القدم هي الوسيلة لتمزيق الشعوب وبعثرتهم .
بحيث يذكر كتاب بروتوكولات بني صهيون أن إلهاء الشعوب بشتى أنواع الملاهي هي أحد الوسائل التي يستخدمها الكيان الصهيوني للسيطرة على السياسة العالمية .
” فهل كرة القدم أفيون الشعوب ” ؟
شهد الصراع العربي الصهيوني وعلى مدار العقود الماضية أمثلة تثبت بأن العدو يكون حذراً في اختيار مواعيد الاجتياحات والقتل وتشريد الأهالي والأطفال ، فاجتياح بيروت تزامن مع تأهل فريقين عربيين إلى مونديال عام 1982 و هما الكويت والجزائر ، فعلى الرغم من الأرواح العربية التي سقطت دفاعاً عن عروبة لبنان ، وتدمير منظمة التحرير الفلسطينية ، إلا أن الشارع العربي كان مُـغيـَّـباً تماماً عن الحدث فالمونديال كان ملتهباً ذاك العام ففوز الجزائر على ألمانيا والتشيلي يستحق الاهتمام والمتابعة ، وسُحقاً لكل الأرواح التي اندثرت أمام كأس العالم !!
نعم كرة القدم جعلتنا في اجتياح بيروت 1982 أجساداً بلا عقول ، تماماً كما تجعلنا اليوم مخدَّرين ، نتعاطى جرعات كرة القدم (الأفيون) لننسى ضعفنا وقضايانا ، لننسى غزة القابعة خلف الحصار ، و الاحتلال الأمريكي للعراق .
فلو جمعت الأموال التي أُنفِقت في بطولة الأسياد في قطر ، والأموال التي سوف تدفع لمونديال 2022 ، لكانت كافية لعمل جيوش تحرر العالم العربي من مشرقه إلى مغربه ، أنا لست ضد الرياضة ، فقد كانت نصف دراستي تقريباً منح دراسية على إنجازات أحرزتها في بطولة الجامعات للكاراتيه ، أنا مع ترتيب الأولويات ، جيوش ومن ثم منتخبات .
قالها مظفَّر النواب :
هل عرب أنتم..؟
والله أنا في شك من بغداد إلى جدة
هل عرب أنتم..؟!
وأراكم تمتهنون الليل على أرصفة الطرقات الموبوءة
أيام الشدة!
قتلتنا الردة.
قتلتنا أن الواحد منا يحمل في الداخل ضده ..
دعونا من كرة القدم ومن الخلاف الجزائري المصري ، ومن الجيوش التي أبحث عنها، كلها أحلام مؤجَّلة، أما الموضوع الذي لا نستطيع السكوت عليه، هو منع سفيرة السلام والمحبة، منع المناضلة الكبيرة نانسي عجرم من إحياء حفلة في الجزائر كونها تشجع الفريق المصري "يعني كله كوم ونانسي كوم ونص"، لابدَّ أن َّ الجزائرين فقدوا احساسهم، و تنازلوا عن أخلاقهم الرياضية، إلا نانسي يا عرب، لا أعلم !
هل يكفي قولي : حَسْبُنا الله ونعم الوكيل …؟!
إضافة تعليق جديد