شَهِدَتْ المواقع الإخبارية البارحة نشاطاً ملحوظاً بعد تعرُّض المنتخب الجزائري لكرة القدم لزخات من الحجارة من قبل الجماهير المصرية ” استقبال حار بطريقة مصرية تبرهن الروح الرياضية العالية ” ، فخطر ببالي مقولة لــ أوسكار ليفي : ” نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه ، ومحركي الفتن فيه وجلاديه ” ، فمن نزاعات وخلافات رسمية عربية امتدت لتصبح شعبية : كسوريا ولبنان ، الأردن وفلسطين ، العراق والكويت ، و أخيراً مصر والجزائر.

"ولقد اتخذت قراراً أريدكم جميعاً أن تساعدوني عليه. لقد قررت أن أتنحى تماماً ونهائياً عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي، وأن أعود إلى صفوف الجماهير أؤدي واجبي معها كأي مواطن آخر، إن قوى الاستعمار تتصور أن جمال عبد الناصر هو عدوها، وأريد أن يكون واضحاً أمامهم أنها الأمة العربية كلها وليس جمال عبدالناصر."

بهذه الكلمات أعلن الراحل جمال عبد الناصر عن نيته الاستقالة من منصبه كرئيسٍ لجمهورية مصر العربية بعد الهزيمة النكراء في حرب حزيران 1967، بما سميَ بالنكسة.

لا نريد الخوض في تفاصيل المعركة ولا أسباب تلك الهزيمة، ودعنا ننظر إلى ردة فعل الشارع العربي على حدث استقالة رئيس الجمهورية العربية الموحدة، هل

التعبير عن الرأي ومدى مصداقيته يرتبطُ بدرجة الرقابة المفروضة، ولأنني أُؤمنُ بأن مفهوم الرقابة تآكلت حروفه ليصبح قمعاً يمنع الأفراد بكافة شرائحهم من التعبير عن قناعاتهم، بجيدها وسيئها.

بحثت طويلاً عن مكانٍ أستطيع فيه قراءة تلك القناعات الدفينة، بحثت عن مرآة ٍ غاية في النعومة، مرآة مستوية لدرجة أنها تستطيع أن تعكس جميع الأفكار الساقطة عليها.

عباس الحسَّـاس، ليس خائناً! عباس هو عبارة عن مواطن عربي فلسطيني هترّ، أعتقد بأن الشعب قد يتنازل عن ذرة تراب من يافا، أعتقد بأن الطريق نحو الحرية أوراق تتطاير على طاولة المفاوضات.

كما اعتاد كل صباح، يفتح شرفتهُ المطلَّة على ربوع أرضه، منتظراً ذلك القُرص المتوهِّج ليطلع من بعيد، مبعثراً أشعته بين سنابل القمح وأشجار الزيتون، ماسحاً كل الدمعات، عن تلك الورقات المنتحبات؛ بحجة الأمل.

لم يمل من الانتظار، كان دوماً على الموعد، تسعة وخمسين عاماً لم تكن كفيلة بتثبيطه، لم تكن كافية للنسيان، هو لم يتغيب يوماً عن سماع أخبار السادسة.