شارك الآن

قبل التطرُّق إلى الخـط السياسي الذي يسلكهُ الرئيس محمود عباس، دعنا نصنـِّف السياسين إلى ثلاثة أنواع :

١. سياسي شريف

يـُسَمـَّم أو يـُشنـَقْ بواسطة أبناء شعبه إذا تأكدت تهمته .

٢. سياسي خائن 

يتواجد بكثرة على شاشات التلفاز، ولا يستطيع العيش إلا في بيئة صهيوأمريكية، تتساقط مبادئه بسرعة كما تتساقط الأوراق في فصل الخريف، ويبدِّل مواقفه السياسيـِّة كما تبدِّل الأفعى جلدها.

٣. سياسي غبي "هترّ" 

يُعَد أخطر أنواع السياسيين، لأن الخائن قد يشعر بالندم للحظة عما ارتكبه، أما سياسيُّنا الغبي فهو يعمل بجد واجتهاد، للوصول إلى ما يعتقد بأنه شاطئ النجاة، وكلما ازداد الرهان عليه، ازداد عزماً وإصراراً على المضي في طريقه نحو تطبيق قناعته بنفس الجدية التي يمتلكها السياسي الشريف.

قد يختلف معي الكثيرين بتصنيف محمود عباس بالمراهق السياسي، ولكن تاريخه السياسي الممتد من حصوله على الدكتوراة في تاريخ الصهيونية، إلى الإعلان الأول عن حل الدولتين كحل نهائي عام 1977، بعد مجموعة اجتماعات مع الجنرال نيتياهو بيليد، إلى منسق المفاوضات في مؤتمر مدريد عام 1989، إلى توقيع أوسلو عام 1993، إلى أنابوليس، وأخيراً سحب تقرير غولدستون. جميعها تثبت بأن عباس يؤمن بالسلام كحل نهائي للقضية الفلسطينية.

عباس الحسَّـاس، ليس خائناً! عباس هو عبارة عن مواطن عربي فلسطيني هترّ، أعتقد بأن الشعب قد يتنازل عن ذرة تراب من يافا، أعتقد بأن الطريق نحو الحرية أوراق تتطاير على طاولة المفاوضات.

عباس! تجربة حية تثبت مخاوف الشهيد صلاح خلف - أبو إياد - عندما قال:" أخشى ما أخشاه …. أن تصبح الخيانة وجهة نظر".

لكن لو تخيلنا أن سياسينا الموقر عباس، قد تولى إمارة في الدولة العباسية في زمن المستعصم بالله، فأنا أتوقع أن يطلق الشعب عليه اسم أعوذ بالله!  لأنه بالتأكيد كان سيجري مفاوضات مع هولاكو قائد المغولمطالباً بوقف المد المغولي، لكن للأسف في تلك الأيام جاء قـُطـُز وحررهم بعين جالوت، فمن يحررنا نحن؟

أخيراً! سيدي الرئيس محمود عباس وكما قال نزار قباني:

قصة السلام مسرحية … والعدل مسرحية … إلى فلسطين طريقٌ واحد ٌ… يمر ُّمن فوهة بندقية!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
CAPTCHA