شارك الآن

اعترافُنا المطلق بحمى الأمة الشديد ومحاولاتُنا المستمرة التي تهدف إلى علاج بُلدانِنا، تعترضُ بلا شك بمصلحة المُتطفْل ومُسبب الحُمى من سلطة وقوة، والمَنْفَذُ الوحيد لترطيب الجسد المَعلول تتمثل في مفهوم المنظمات غير الحكومية NGO.

وبعد النجاح البارز للمنظمات غير الحكومية أو النجاح الأمريكي في غرس مفهوم المنظمات غير الحكومية، تطور المشروع ليصبح "مبادرة" لكل مواطن لتخفيف علة الوطن.

أي أن الحديث عن تركيز القوى الشعبية لتضميد جروح المواطن بلا أي مشروع فكري سياسي للمواطن، علامة استفهام خطيرة للغاية! والأسوء أن المواطن بعمله التطوعي يساند السلطات ويسُد الفجوات التي أنجبها الفساد والتقصير الحكومي.

الفكرة بما أكتب، أنني مؤمن بأهمية تلك الفجوات كمعبر سياسي للمواطن البسيط، أي دور الأحزاب السياسية باستخدام الفجوات التي تمس المواطن واستخدامها كمعبر لزيادة وعيه وتعريفه بحقوقه وقيادته نحو العمل السياسي.

واستمرار فكرة المبادرة والجمعية والعمل التطوعي هو عمل "مخصي" لن ينتج مجتمع مدني واعي، وخطورة ذاك المفهوم والأهداف من وراء تعزيزه هو إضعاف الأحزاب وتقليص دورها في المجتمع ومحاولة أمريكية حكومية لإغلاق جميع المعابر نحو المواطن.

و قد تتجلى الصورة "بالإخوان المسلمين" فإقصاؤهم بفتح جمعيات مشابه لجمعياتهم الخيرية أدى الغرض المطلوب، وأصبح الحزب أكثر ضعفاً وهزلاً، ونتائج الانتخابات في السنوات الأخيرة خير دليل.

والجانب الآخر، الأمر الذي بدء يتجلى بطبيعة الحراك الشعبي في الفترة الأخيرة، بحيث أن القوى غير قادرة على الاجتماع على قرار واحد وذلك لأن مفهوم العمل المؤسسي واحترام الهيكلية أصبح معدوماً.

ودمتم … وشكراً لكل "غرف العمليات" التي لم تزدنا إلا بعداً عن الفكرة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
CAPTCHA